هل يساعد تشجيع الهلال في تعزيز الصحة النفسية؟
في ذروة التفاعل الوطني مع فوز نادي الهلال السعودي على مانشستر سيتي، ظهر المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية بمنشور لافت على منصة (X)

في ذروة التفاعل الوطني مع فوز نادي الهلال السعودي على مانشستر سيتي في دور الـ 16 ضمن منافسات كأس العالم للأندية 2025، ظهر المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية بمنشور لافت على منصة (X) يربط بين الثقة بالنفس والأداء الرياضي. خلال ساعتين فقط، تجاوز المنشور مليوني ظهور، ومع نهاية اليوم تخطى حاجز الستة ملايين، هذه السرعة في الانتشار لم تكن محض صدفة، بل نتيجة استغلال ذكي للحظة إعلامية مشحونة بالعاطفة الوطنية، وربطها برسالة نفسية ذات صلة.
غالباً ما يكون أثر المبادرات الخارجة عن السياق أقوى من تلك التي تسير على الخطط التقليدية، إلا أن مثل هذه المبادرات لا تخلو من المجازفة؛ فاستغلال الزخم الإعلامي يظل سلاحاً ذا حدين نتائجه غير مضمونة، وقد تنقلب الموجة ضد صاحبها إذا لم تكن الفكرة أصيلة، وتقدم بذكاء وفي توقيت مناسب.
في هذه الحالة، بدا التفاعل الواسع تأكيداً على أن الرسالة وصلت، وأن الرابط بين الإنجاز الرياضي ونشاط الجهة وجد طريقه إلى جمهور واسع بطريقة غير مباشرة ولكن فعّالة.
في السياق الأوسع، يبدو أن الاتصال والتسويق يخرجان عن قاعدة التخصصات التي تكافئ التكرار والروتين. فنجاح الحملات لا يقاس فقط بالاتساق في الأداء، بل بقدرتها على التجديد والتقاط اللحظة المناسبة لصناعة الأثر. هناك من يتقن الأداء المنتظم ووضع الاستراتيجيات المتماسكة لضمان الوصول، لكن في كثير من الأحيان، المبادرة الخارجة عن المألوف هي التي تُحدث الفارق، وتبقى في الذاكرة.
الفرص بطبيعتها لا تأتي في ظروف مثالية. وقد أثبتت هذه التجربة أن ربط المحتوى الاجتماعي أو النفسي بحدث جماهيري قد يفتح أبواباً جديدة للتأثير، ويعيد تعريف الأساليب التقليدية في الاتصال الجماهيري. فالمغزى لا يكمن فقط في عدد المشاهدات، بل في توقيت الرسالة وعمقها وقدرتها على استثمار شعور جماعي لتحقيق هدف توعوي.