مهرجان كان ليونز 2025: نظرة على اليوم الأول
في مدينة تحب القصص كما تحب الشمس، انطلق اليوم الأول من مهرجان كان ليونز 2025. جلسات، لقاءات، تجارب، وحديث كثير عن الذكاء الاصطناعي.

انطلقت صباح البارحة فعاليات مهرجان «كان ليونز» الدولي للإبداع، الحدث الأبرز في صناعة الإعلان والتسويق، وسط حضور عالمي من كبار المبدعين وصنّاع القرار ومديري العلامات التجارية. النسخة الحالية من المهرجان تأتي في وقت يشهد تغييرات متسارعة، من تصاعد دور الذكاء الاصطناعي، إلى تحولات في هيكل وكالات الإعلان، وصولًا إلى تداخل غير مسبوق بين التجارة والمحتوى والثقافة.
ما الذي حدث في اليوم الأول؟
بدأت فعاليات اليوم الأول بجلسة افتتاحية رئيسية قدّمها «تور مايرن» (Tor Myhren)، نائب الرئيس للتسويق في شركة «أبل»، التي اختيرت كـ "المُعلِن الأكثر إبداعًا لهذا العام" (Creative Marketer of the Year). تحدث مايرن عن أهمية إعادة التوازن إلى العلاقة بين التقنية والإنسان، مؤكدًا أن جوهر الإبداع لا يزال قائمًا على القصص التي تلامس الناس.
لاحقًا، تنوعت جلسات اليوم بين لقاءات حوارية وورش عمل. من أبرز اللحظات، جلسة جمعت لويس ثيرو وباريس هيلتون على شاطئ Spotify، في حديث عن سرد القصص في عصر المشاهير والمؤثرين. تلاها نقاش حيّ حول بناء العلامات التجارية في البيئة الرقمية، بمشاركة ممثلين من Zillow وLinkedIn.
كما نظمت بلومبرغ غداء لنقاش التوجهات الكلية في السوق العالمي، بينما استعرضت Warner Bros. وQualcomm ملامح التحول في الإعلام وصناعة المحتوى. أما موضوع الذكاء الاصطناعي، فقد حجز له مكانًا في جلسة جمعت Google Cloud وJPMorgan Chase، ركزت على دوره في التسويق وتطوير العلامات.
وبين جلسات الحوار، لم تغب الجوانب الاجتماعية. Amazon وAdobe نظمتا لقاءات غير رسمية قرب الشاطئ، واختُتم اليوم بسهرات متعددة جمعت المهنيين وصناع القرار.
أهم المواضيع: الذكاء الاصطناعي وإعادة تشكيل الصناعة
ليس من المستغرب أن يكون الذكاء الاصطناعي الموضوع الأكثر حضورًا في حوارات اليوم الأول. لكن اللافت أن نبرة الحديث لم تكن احتفائية أو متوجسة بالكامل، بل تميل إلى التوازن. هناك إدراك متزايد بأن الذكاء الاصطناعي أداة قوية، لكنها تحتاج إلى توجيه إنساني وقيم واضحة.
كذلك برزت تساؤلات جدية حول مستقبل وكالات الإعلان. الحديث عن اندماج محتمل بين مجموعتي «أومنكوم» (Omnicom) و«آي بي جي» (IPG) كان حاضرًا في الكواليس والندوات، باعتباره مؤشرًا على تحولات أعمق في السوق. في المقابل، يزداد تأثير الوكالات المستقلة وشركات الاستشارات التي بدأت تأخذ حصة أكبر من سوق الخدمات الإبداعية.
من جهة أخرى، بدا واضحًا أن «كان ليونز» لم يعد مجرد احتفال بالإعلانات، بل تحوّل إلى منصة شاملة تضم مختلف عناصر منظومة الإبداع، من التكنولوجيا إلى التجارة الإلكترونية. الدليل؟ إدراج فئة جديدة هذا العام مخصصة للإعلانات الموجهة للبيع بالتجزئة، ووجود أسماء مثل سلسلة «ألبرتسونز» (Albertsons) الأمريكية لأول مرة بين العارضين.
الحملات التي لفتت الأنظار
من اللحظة الأولى، بدأت التكهنات حول الأعمال التي قد تحصد الجوائز الكبرى (Lions).
من أبرز الحملات التي تحدث عنها الحضور:
- فيلم "Flock" من أبل، الذي حول كاميرا مراقبة إلى طائر يحلق في مشهد سينمائي يعكس رؤية الشركة حول الخصوصية.
- حملة لوريال عن "إيلون سبخت"، الكاتبة التي تقف خلف شعار الشركة الشهير وقصتها.

- حملة "Chilean Sea Bass" من Goldfish، التي أعادت تقديم بسكويت الأطفال في قالب ساخر مستوحى من المنتجات الفاخرة.

- مبادرة AXA بعنوان "Three Words"، التي تسلط الضوء على حالات العنف المنزلي ضمن وثائق التأمين السكني، وقدّمت نموذجًا للإبداع المؤثر اجتماعيًا (Purpose-Driven Creativity).

- حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024، الذي من المتوقع أن يحقق حضورًا قويًا في فئات التصميم والترفيه (Design & Entertainment).
