logo

اليوم الثاني من كان ليونز 2025: الإعلام يعيد ترتيب نفسه

في صباح اليوم الثاني من مهرجان «كان ليونز» 2025، كان شيء لامع يجذب الأنظار على طول شارع الكروازيت. هناك على سطح فندق مارتينيز، وُضع تمثال ميكي ماوس كرومي بارتفاع 15 قدمًا ليعلن عن حضور ديزني الاستثنائي هذا العام.

اليوم الثاني من كان ليونز 2025: الإعلام يعيد ترتيب نفسه

في اليوم الثاني من مهرجان كان ليونز، تحوّلت المدينة إلى مساحة للنقاش حول الإعلام وصناعة التسويق، وسط حضور مكثف من شركات الإنتاج الكبرى وصنّاع المحتوى والعلامات التجارية. كان من اللافت هذا العام تحرّك شركات مثل ديزني وفوكس لاستعراض توجهاتها القادمة، إلى جانب نقاشات عميقة في Journal House حول مستقبل العلامات.

ديزني: الحضور الاستثنائي والرهان على جمهور جديد

اختارت شركة ديزني أن تتواجد بشكل مختلف هذا العام عن السنوات السابقة، حيث نصبت مجسمًا ضخمًا لشخصية ميكي ماوس على الكروازيت، ورافقت ذلك بسلسلة من الجلسات والاجتماعات والفعاليات. بحسب تصريحات ريتا فيرو، رئيسة الإعلانات العالمية في ديزني، فإن الشركة جاءت هذا العام بكامل طاقمها التنفيذي لتأكيد حضورها كطرف فاعل في النقاشات حول مستقبل الإعلان والتلفزيون.

بلكونة

إحدى أبرز المواضيع التي طرحتها ديزني كانت التركيز على جمهور ظل لوقت طويل خارج حسابات الإعلانات الرياضية: النساء. فيرو أشارت إلى أن نمو الإعلانات في هذا المجال أصبح مدفوعًا بجمهور جديد مهتم بالرياضة، وضربت مثالًا بتأثير ظهور تايلور سويفت في مباريات دوري كرة القدم الأمريكية. هذا النوع من اللحظات، بحسب ديزني، يمثل مساحة جديدة للعلامات التجارية.

فوكس: استثمار في صناع المحتوى لا في المنصات

من جهة أخرى، أعلنت فوكس عن استثمار جديد في منصة اسمها "ذا لايتهاوس"، وهي مساحة تهدف لدعم صناع المحتوى وتطوير أعمال إبداعية جديدة بالتعاون معهم. الفكرة ليست في تمويل إنتاج محتوى رقمي فحسب، بل في خلق شراكات مع المواهب لبناء ملكيات فكرية يمكن أن تتحول لاحقًا إلى سلاسل أو علامات دائمة.

بحسب فوكس، فإن الإعلام يحتاج اليوم إلى ربط المحتوى بالثقافة، وهذه الشراكات مع صناع المحتوى تمثل محاولة لاختبار طرق جديدة للابتكار. المنصة ستبدأ في كاليفورنيا، مع خطط للتوسع في نيويورك ولندن خلال العامين المقبلين.

Journal House: لقاءات أهدأ وأكثر عمقًا

بعيدًا عن الفعاليات التجارية، خصصت صحيفة وول ستريت جورنال مقرّها المؤقت في كان، المعروف باسم Journal House، لجلسات نقاشية تدور حول العلاقة بين الإعلام والاقتصاد والتقنية. كانت الأجواء هناك مختلفة: لا شاشات ضخمة ولا موسيقى مرتفعة، بل طاولات مستديرة وحوارات مباشرة.

أحد اللقاءات جمعت جيمي فالون، مقدم البرامج، برئيسة تحرير الصحيفة، للحديث عن تحوّل الإعلاميين إلى رواد أعمال، وتغيّر العلاقة بين الجمهور والشاشة.

لم يكن فالون النجم الوحيد في Journal House؛ فقد أصبح هذا المقر على مدار السنوات منصة تستضيف أسماء لامعة، من الموسيقي العالمي ديبلو إلى الممثل ورائد الأعمال رايان رينولدز وغيرهما. مثل هذه الأسماء تجذب الحضور إلى جلسات تمتاز بالعفوية وعمق الطرح. هذا النوع من اللقاءات لا ينتج عنه عادة عناوين كبيرة، لكنه يمنح الحاضرين مساحة للتفكير بهدوء، ويذكرهم بأن صناعة الإعلام يدفعها الحوار البنّاء بقدر ما يدفعها الإبهار البصري.

الحملات التي لفتت الأنظار

من ضمن الحملات التي لاقت اهتمامًا، كانت هناك حملة من كوريا الجنوبية لصالح هيونداي، صوّرت بالكامل عبر كاميرات مثبتة في سيارات الشركة، وقدّمت مشهدًا قصصيًا يدور بين عميل سري ومخلوق مجهول. الجمع بين تقنية تصوير غير اعتيادية وسرد قصصي مشوق أثمر عن تجربة أشاد بها الحكام لجرأتها وإنسانيتها العميقة رغم طابعها العلمي الخيالي، الأمر الذي منح هيونداي جائزة ليون للترفيه الكبرى وأهدى كوريا الجنوبية فوزها الأول في هذه الفئة.

بلكونة

وفي مضمار آخر من الإبداع، سُلّط الضوء على مشروع ابتكاري جاء من شيكاغو تحت عنوان "Caption with Intention"، وهو مبادرة لتطوير الترجمة النصية (Closed Captions) على الشاشة لتصبح أكثر تفاعلًا مع المشهد والمحتوى. ابتكر فريق FCB تصميمًا جديدًا للتعليقات النصية يجعلها حيّة ومتفاعلة مع الحوار عبر تحريك النص وتلوينه بما يناسب نبرة الصوت والمشهد. النتيجة لم تكن تجربة بصرية أجمل فحسب، بل خطوة نحو جعل المحتوى المرئي أكثر دمجًا لشريحة الصم وضعاف السمع، مما دفع أكاديمية الأوسكار إلى اعتماد هذا النظام الجديد في دليلها التنظيمي للأفلام. المشروع نال استحسان لجان التحكيم لأنه قدّم حلاً لمشكلة طال تجاهلها، وهو ما أكسبه جائزتين في فئتي التصميم والحرف الرقمية.

بلكونة

ولأول مرة، سُجّل اسم السعودية ضمن الفائزين في فئة الحرف الرقمية عن مشروع "The Shaded Route" من هنقرستيشن، في إنجاز يضاف إلى الحضور المتزايد للمنطقة في المهرجان. لم يأتِ هذا الفوز ضمن حملة دعائية ضخمة، بل ضمن مشروع تقني متقن التنفيذ وإنساني الدوافع.

بلكونة

المنظمات ذات الصلة

اقرأ المقال التالي